الخلاص من هذا المأزق .. إلا أن الأمير قرا يوسف لم يمهله وسار وراءه بسرعة فلم يتمكن من النجاة بحياته إلا بشق الأنفس. فدخل قرا يوسف بغداد وهرب هو ليلا ، أخرجه منها امرؤ يقال له (قرا حسن) حمله على كتفه وقطع به نحو خمسة فراسخ وفي طريقه وجد بقرة ركبها السلطان أحمد وجاء بأسوأ حالة إلى تكريت. وكان هناك عمر الأويرات وهو أمير من جانب السلطان أحمد فأعد له ما استطاع من خيول. ووصل إلى تكريت جماعة من الأمراء الذين تشتتوا مثل الشيخ مقصود ، ودولت يار ، وعادل وغيرهم ... فاجتمعوا هناك وساروا والسلطان إلى أنحاء الشام ...
وجاء في تاريخ ابن أبي عذيبة أنه «في سنة ٨٠٦ ه دخل السلطان أحمد بن أويس إلى حلب في صورة فقير هاربا إلى الشام فمسك حسب المرسوم بطلب السلطان أحمد من حلب إلى دمشق ثم ورد مرسوم آخر بإمساكه والاعتقال عليه بها فمسك ...» ا ه (١).
فاستولى قرا يوسف على بغداد وبقيت بيده مدة إلا أن المؤرخين لم ينقلوا شيئا عن أعماله هناك ... وإنما مضت ولا تزال في طي الغموض والخفاء ... إلى أن استعادها جيش تيمور ...
الميرزا أبو بكر ـ بغداد :
أما الأمير تيمور فإنه كان في حروب خطرة ووقائع دموية جرت له مع السلطان ييلديرم بايزيد فلم يكن يفكر في غيرها ؛ وخلا الجوّ للسلطان أحمد وابنه فعاد إلى بغداد والحلة ثم جرى ما جرى بينهما وبين الأمير قرا يوسف وقد مضت حوادثه مع الميرزا أبي بكر ... ولما عاد الأمير تيمور من حرب الروم ظافرا وسار إلى الكرج عام ٨٠٦ ه بقصد
__________________
(١) تاريخ ابن أبي عذيبة ج ٥ ص ٥١٢.