بذلك وأن رؤيا بعض أجداده أشارت إلى ظهوره ... وكان في أوائل أيامه يمرن نفسه على الركوب واستعمال الأسلحة والتصيد مستمرا ... ولما بلغ العشرين أو تجاوزها صار يزاول الحروب ويشترك في شؤونها ... وفي أيام فراغه يميل إلى المطالعة ومجالسة العلماء فلا يدع وقته يمضي هباء .. وعلى كل ظهر في الخامسة والعشرين من سنه واشتهر أمره في الشجاعة ...
وكانت أحوال ما وراء النهر آنئذ من الاضطراب والاختلال ما يضيق القلم عن تبيانه وذلك من أمد ليس باليسير فإن ملك الجغتاي (غازان خان) كان قد قتله الأهلون لما رأوا من جوره واستبداده ، وكذا لم يقف الأمر عند ذلك وإنما قتل ثلاثة آخرون من أخلافه ... ومن ثم افترقت المملكة إلى أمراء عديدين كل صار يتولى إمارة ناحية من تلك المملكة ... ويحارب بعضهم البعض ويتنازعون السلطة.
وفي هذه الأثناء أعلن (طغلوق تيمور) خانيته على الجغتاي وهو من أحفاد جنكيز خان والأولى بمملكة ما وراء النهر فأراد القضاء على الأمراء المتعددين هناك ، المتحاربين دائما فساق جيوشه عليهم إلى ما وراء النهر فخاف أكثر هؤلاء الأمراء وفروا إلى خراسان عام ٧٦١ ه. أما تيمور فإنه لم يهرب وإنما وافى إلى قائد الجيش وتكلم معه أن يفاوض طغلوق تيمور خان في إشراكه معه في حروبه فوافق وولاه قيادة عشرة آلاف أي صار (نويانا) ثم ولي قيادة ما وراء النهر برضى من (طغلوق تيمور) ...
ثم ظهر الأمير حسين من أحفاد أحد الأمراء القدماء في ما وراء النهر وصار يدعي السلطنة فأقام زعزعة الحروب هناك فاضطر (طغلوق تيمور) أن يسير عليه جيشا عام ٧٦٢ ه فانتصر على الأمير حسين واكتسح مملكته وأجلس ابنه (الياس خواجة) في حكومة ما وراء النهر