وحمايته العلماء ، وسعة الصدر لهم وأن يتكلموا بحرية تامة ... ومخابراته السياسية مع الحكومات الأوروبية لا تتجاوز حدود المجاملة والمقابلة بالمثل ؛ ومراعاة المصافاة لمن ليس بينه وبينه علاقة جوار ؛ أو احتمال حرب .. وليس أصح للبرهنة على ذلك من كلامه للسلطان ييلديرم بايزيد حين أصر في حروبه معه .. ومن بكائه لفقده يوم وفاته ، وانعامه على أولاده ... والمنقول أنه لم يقتله وإنما مات كمدا مما أصابه في الاعتقال ...
ـ نعم نرى أعداءه من رجال الحكومات كثيرين وأكبر من شنع عليه الترك العثمانيون والعرب ونخص بالذكر صاحب عجائب المقدور وصاحب الأنباء وبعض العجم ...
ومما نقله ابن أبي عذيبة في (تاريخ دول الأعيان) عن وقائع تيمور ما نصه قال : «رأيت الشيخ جلال الدين بن خطيب داريّا كتب على هذه الوقعة ـ وقعة التتر ـ في الهامش من تاريخ الذهبي :
لقد عظموا فعل التتار ولو رأوا |
|
فعال تمر لنك لعدوه أعظما |
لقد خرب الدنيا وأهلك أهلها |
|
وطائره في جلق كان أشأما |
قال لي الشيخ شهاب الدين ابن عرب شاه الأمر كما قال ابن خطيب داريّا. فإن تيمور سار بأعوان قيل كالجراد المنتشر فالجراد من أعوانها. أو كالسيل المنهمر فالسيل يجري من خوضانها ، أو كالفراش المبثوث فالفراش يحترق عند تطاير شهابها ، أو كالقطر الهامي فالقطر يضمحل عند انعقاد قتامها ، برجال توران ، وأبطال إيران ، ونمور تركستان ، وصقور الدشت والخطا ، وكواسر الترك. ونسور المغول ، وأفاعي خجند وأندكان ، وهوام خوارزم وجرجان ، وعقبان صغانيان ، وضواري حصار شاه ومان. وفوارس فارس ، وأسود خراسان ، وليوث مازندران ، وطلس أصبهان ، وضباع الجبل ، وسباع الجبال ، وأفيال