وكان المقريزي يفرط في تعظيم ابن خلدون لكونه كان يجزم بصحة نسب بني عبيد خلفاء مصر المعروفين (بالفاطميين) قال صاحب الضوء اللامع وكان صاحبنا ينتمي إلى الفاطميين ... لكونه أثبت نسبهم وغفل عن مراد ابن خلدون فإنه كان لانحرافه عن آل علي يثبت نسب الفاطميين إليهم لما اشتهر من سوء معتقد الفاطميين وكون بعضهم نسب إلى الزندقة وادعى الإلهية كالحاكم وبعضهم في الغاية من التعصب لمذهب الرفض حتى قتل في زمانهم جمع من أهل السنة ، وكان يصرح بسب الصحابة في جوامعهم ومجامعهم فإذا كانوا بهذه المثابة وصح أنهم من آل علي حقيقة التصق بآل علي العيب ، وكان ذلك من أسباب النفرة عنهم .. وقال في الأنباء عن ابن خلدون أنه صنف التاريخ الكبير .. وظهرت فيه فضائله وأبان فيه عن براعته ولم يكن مطلعا على الأخبار على جليتها لا سيما أخبار المشرق وهو بين لمن نظر كلامه ... قال في الضوء : وطوّل المقريزي في عقوده ترجمته جدا ... وهو ممن يبالغ في إطرائه وما هو إلا من المصنفات التي سارت ألقابها بخلاف مضمونها (١).
والملحوظ أنه عالم ، مؤرخ فحل لو لا أنه مشبع بفكر الشعوبية وآرائهم بسبب أن الحكومات آنئذ بيد غير العرب وأن تاريخه مملوء غلطا في اعلامه من النساخ .. إلا أن نظراته في السياسة العشائرية كانت نتيجة بحث وتدقيق زائد ومزاولة للموضوع من جميع أطرافه ... فهو خير وثيقة لتقدير قيمة المباحث العشائرية .. ومضت بعض التصحيحات لأعلامه المتعلقة بالعراق وألفاظ المغول والتتر ..
٢ ـ أمير العرب نعير بن حيار :
نعير أمير العرب بنون ومهملة مصغر هو محمد بن حيار بالمهملة
__________________
(١) ج ٤ ص ١٤٧.