جميعا أن يخرجوا من سمرقند ويذهبوا إلى العراق وصاروا تحت امرة حاجي باشا فخرجوا في جنح من الليل ليلة الاثنين غرة شوال هذه السنة (سنة ٨٠٨ ه) وجدّوا في سيرهم لما علموا أن السلطان أحمد ولي بغداد وحصل على حكومتها ... فتركوا ما وراء النهر ومالوا نحو العراق ... فقطعوا جيحون ووصلوا إلى خراسان ومن ثم انفرط نظامهم فتقطعوا في البلاد قبل وصولهم إلى العراق ... وأين بغداد من توران؟!. (١).
وعلى كل وصل علاء الدولة إلى آذربيجان إلى الأمير قرا يوسف. فرحب به وتلقاه بإعزاز وإكرام ... (٢) إلا أنه رأى منه بعض ما يكره وكان يحاول أن يستولي على بعض المدن هناك بمن معه فألقى القبض عليه واعتقله ...
وفيات
١ ـ ابن خلدون :
في هذه السنة يوم الأربعاء لأربع بقين من رمضان سنة ٨٠٨ ه توفي ابن خلدون المؤرخ المشهور ، وكنا عولنا على تاريخه باعتباره مرجعا لتاريخنا فإنه خصوصا في حوادث هذه الحكومة من المعاصرين وهو عمدة إلا أن النسخة المطبوعة لم يعتن الطابعون في ضبط أعلامها ... وإنما تحتاج إلى تحقيق وتثبيت ... أما المترجم فقد ذكر عنه صاحب الضوء اللامع ما يدل على الذم والمدح .. والمعاصرون لا يخلون من تأثر ... نرى الهيتمي يبالغ في الغض منه وينقل أنه ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما في تاريخه فقال قتل بسيف جده ، وقال صاحب رفع الإصر لم توجد هذه الكلمة في التاريخ الموجود الآن ..
__________________
(١) عجائب المقدور ص ١٩٢.
(٢) حبيب السير ج ٣ جزء ٣ ص ١٨٦.