الجغتاي يرى أنه الأحق بها ، والأولى بحكومتها ... فساق جيشا لجبا ففر من وجهه الأمير حسين وكذا الأمير تيمور ، وبقي في ما وراء النهر ... نحو سنة ثم عاد إلى كاشغر وخلف ابنه الياس خواجة هناك وتوفي بعد سنة ولما سمع تيمور والأمير حسين بذلك اشتبكا مع الياس خواجة بقتال ففر من وجههما إلى كاشغر ... فولي الحكم مكان أبيه إذ وجده قد توفي ... وإن الأمير حسين والأمير تيمور لم يلبثا أن تقاتلا فتمكن تيمور من قتل الأمير حسين كما تقدم ... فانفرد الأمير تيمور فيما وراء النهر ... إلا أن السلطة كانت اسمية للسلطان (سيور غاتمش) المذكور في القائمة ... فكان الأمير تيمور يأمر وينهى وهو اسمه ملك.
قضى ٢٤ سنة بملوكية زائفة. وخلفه ابنه السلطان محمود إلا أنه قتله بعد حروبه مع العثمانيين ... ومن ثم صار الملك المطلق بالاستقلال ، وخلف الملك لأولاده من بعده ...
أما حكومة كاشغر فإنها بعد أن وليها الياس خواجة كان أمير أمرائه خداداد ابن الأمير بولادجي فعارضه قمر الدين من أحفاد الأمير بولادجي وثار عليه وقتله ... وحاول قطع نسله فلم يبق إلا رضيع هربه خداداد إلى جبال بدخشان وكان اسمه خضر خواجة ... وقامت حروب هائلة بين تيمور وقمر الدين جرت فيها خمس معارك عظيمة كان في نتيجتها أن هرب إلى إيران والتجأ إلى بعض أمرائها ... أما خضر خواجة فإنه جيء به إلى كاشغر فأقيم مقام أبيه ولا يزال أولاده وأحفاده حكاما هناك إلى ما بعد الألف الهجري أيام أبي الغازي بهادر خان (١) وأرى في هذا الكفاية لمن أراد معرفة الوضع باختصار ...
__________________
(١) شجرة الترك ص ١٦٠ وما يليها ...