المذكور في المجلد الأول. مشى القوم فيها على طريقة جنكيز في تنظيم جيوشه ...
قامت هذه الحكومة بإدارة محدودة ، لم تكن في نطاق سابقتها وتكونت آنئذ حكومات أخرى فارسية كحكومة آل مظفر ، ومغولية كالحكومة السلدوزية (الچوبانية) ، وسائر الحكومات المتغلبة مما مر ذكرها فوجدت هذه الحكومة معارضات ومقارعات شديدة ... ولم تستقر لها الإدارة إلا بعد مدة ... وكان يؤمل منها بعض النفع لو لا أن السلطان أحمد كدر الراحة ، وظهور تيمور الفاتح العظيم في هذه الأيام نغص الطمأنينة ... والأول اشتبه من الأمراء فصار يقتل فيهم والآخر جاء كأنه صاعقة أصابت العالم ، أو طاعون فتاك استولى ... أو طوفان جارف أتى بسيله ... فمحا حكومات كثيرة مبعثرة الحالات ومضطربة الجانب ... ومنها الجلايرية إلا أن سلطانها (السلطان أحمد) لم يقف عند نكبة ، أو يسلم لغائلة ... مكتوف الأيدي مستسلما للقضاء ... وإنما كان يترقب الفرص ، وينتهز الوضع ... للتحفز والقيام ... وهو في حالة بين اليأس والرجاء حتى استعاد ملكه المغصوب إلا أنه جاءه البلاء من متفقه بالأمس الأمير قرا يوسف ، حليفه في السراء والضراء ... أو بالتعبير الأصح تولدت فيه آمال جديدة ولم يكتف ببغداد فسعى لحتفه بظلفه ... ومهما كانت الدواعي ، والأوضاع السياسية قضي عليه وانقرضت حكومته وزالت من العراق وبعد مدة صارت في خبر كان ولم يبق إلا اسمها وبعض حوادثها مدونة في بطون الكتب ...
وهذه الحكومة كسابقتها لم ينل العراق حظا منها بل أصيب بنكبة من تيمور فلا تقل عن القارعة الأولى (على يد هلاكو) وكان قد ذاع عن تيمور لنك أنه أمر بتعمير بغداد وإعادة ما خرب منها وهيهات أخنى عليه الدهر قبل أن ينال العراق منه وطرا ... ففي أيام تيمور لم ينل العراق ما يستحق التنويه والذكر وإنما هناك حروب وثورات واضطرابات ...