وابن الدواليبي وغيرهما ، وتفقه على الشيخ تقي الدين الزريراني (١) وصاهره على ابنته ، وأعاد عنده بالمستنصرية ، وكان رئيسا ، نبيلا ، فاضلا ، عارفا بالفقه والأصول والطب مراعيا لقوانينه في مأكله ومشربه ، ودرس بالمجاهدية بدمشق وأقرأ جماعة من رجال الأئمة الأربعة قال ابن رجب منهم والدي وله مصنف في مناقب الأئمة الأربعة سماه زبدة الأخبار في مناقب الأئمة الأبرار وكان قاصر العبارة لأن في لسانه عجمة ، توفي ببغداد يوم الجمعة ١٢ شوال ودفن في دهليز تربة الإمام أحمد (٢).
٢ ـ مدرس البشيرية :
توفي شرف الدين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن محمد ابن أبي بكر بن إسماعيل الزريراني البغدادي الحنبلي ابن شيخ العراق تقي الدين أبي بكر ولد ببغداد ونشأ بها وسمع الحديث ثم رحل إلى دمشق ومصر فسمع من جماعة ثم رجع إلى بغداد بفضائل جمة ودرس للحنابلة بالبشيرية بعد وفاة صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق ثم درس بالمجاهدية بعد وفاة صهره شافع المذكور ولم تطل بها مدته. وناب في القضاء ببغداد ، واشتهرت فضائله ، وخطه في غاية الحسن ، وألف مختصرات في فنون عديدة. توفي ببغداد يوم الثلاثاء ١٠ ذي
__________________
(١) زريران قرية تحت المدائن بيسير في الجانب الغربي من دجلة وهي من أعمال نهر الملك فوق ساباط كان عليها طريق الحاج ، وبها قبر الشيخ علي الهيتي المتوفى سنة ٥٦٤ ه ١١٦٤ م كذا في المعجم والمراصد وأقول اليوم موقع قبر الشيخ علي الهيتي في أراضي السيافية المجاورة لأراضي ختيمية من الشرق وأراضي الحرية من الغرب وهي ملك فخر الدين آل جميل ، ولا أثر الآن للقرية المذكورة ولفظها الصحيح ما ذكرت ... وما جاء من التلفظ بها بغير هذا فهو غلط ناسخ «راجع : زريران في المجلد الأول».
(٢) الشذرات ج ٦ والدرر الكامنة ج ٢ ص ١٨٦.