وهؤلاء أهل ابطان تستروا بالتشيع ، وإن مؤلفاتهم التي عرفت لحد الآن تنبىء عن أنهم من الغلاة دخلوا من طريق التصوف بل إن تصوفهم كان غاليا وفي العراق ظهرت بعض حوادثهم. وتأتي في حينها. وعندنا من أهل العناصر القريبة منهم العلي اللهية ، والكاكائية ، والقزلباشية ، والباباوات ، ولا يفرقون عن غيرهم إلا بما دخل هذه الطوائف من أمور دخيلة مما فرضه الرؤساء ، وقد تكلمنا عليهم في كتاب (الكاكائية في التاريخ). وكلهم اليوم في قلة. وفي كركوك تكية للبكتاشية يقال لها (تكية مردان علي) ، وفي دقوقا (تكية دده جعفر).
وهم في العراق لم يحدثوا تأثيرا كبيرا على الأهلين بالرغم من وجود مؤسساتهم فهي ضعيفة الأثر. ولما كان بحثنا يتناول الموجود في هذا العهد فلا يسعنا أن نتناول كل تكية بحالها ، ولا أن نتكلم على (تكية باب گور گور) ولا ما حدث بعد هذا التاريخ.
اشتهروا في حكاياتهم التي ينددون بها بالأمور الشرعية ، والفرائض المكتوبة ، ويقولون بترك الرسوم الدينية ، وتتداول بين الناس هذه الحكايات يحفظها الكثيرون في مقام يعين وضعهم في شرب الخمر وسائر المنكرات والتهاون بالعبادات إلا أنهم يتظاهرون بأنهم اثنا عشرية وهم بعيدون عنهم ، فأبطنوا ما أبطنوا. ولو لا ما قامت به السلطة من التنكيل بهم ، أو القضاء عليهم فأدى إلى انتشار كتبهم لبقوا على هذا التكتم مدة أطول.
ومن أهم الكتب الموضحة لهذه الطريقة :
١ ـ كاشف أسرار بكتاشيان. للخواجة إسحاق. وهذا يوضح أغراضهم ويرد عليهم. وهو من أجل الآثار في التعريف بهم ، وبما يكتمون.
٢ ـ دافع المفاسد وكاشف المقاصد. وهذا رد على سابقه. وفيه