فعل سيد خان وسائر الأكراد فكانت مواعيدهم غير صحيحة وأن الباشا توقف ، في الموصل نحو أربعين يوما فلم يظهر أثر من أعمال أولئك ... وبينا هو في حيرة من أمره منتظرا ما تأتي به الأخبار إليه إذ عثر على كتاب من سيد خان أرسله إلى محمد الطويل فقبض عليه وفحواه أننا تمكنا أن نؤخر نصوح باشا هذه المدة ، وخذلنا أكراد سهران ومنعناهم من الذهاب فعليك أن تثبت كالرجل الشجاع والعاقبة لك فلا تخرج بغداد من يدك ، وأن تسعى جهدك.
فلما رأى نصوح باشا ذلك انفعل غاية الانفعال وارتبك عليه أمره ، كانت آماله قوية في الاستيلاء على بغداد لولا هذه الخيانة فتعسر عليه الأمر ... وحينئذ ورد إليه الأمر السلطاني بلزوم إقدامه والذهاب لافتتاح بغداد فسار اضطرارا وكان معه أمير أمراء شهرزور ولي باشا ، وپياله باشا ومير شرف ، ولما وصل إلى إربل كتب أيضا إلى أمراء سهران وإلى سيد خان فلم ينل منهم مرغوبا ولم يلتفتوا إلى رسائله. وهكذا فسد عليه أمر طوائف التركمان الذين كانوا صحبوه فاستهووهم بالأموال وبان سوء قصدهم ...
والحاصل أن نصوح باشا اعتمادا على مواعيد ابن أبي ريشة نزل في أنحاء بغداد في ٣ شعبان سنة ١٠١٥ ه وكان هذا التاريخ موعد وصول ابن أبي ريشة المذكور فلم يظهر له أثر. أما ابن الطويل فقد جاء المدد من أتباعه وأعوانه ومن ابن أبي ريشة ومن سيد خان فدخل العربان والأكراد بغداد وتحصنوا بها ... وحينئذ خرج القوم من بغداد صفوفا لمقابلة نصوح باشا. وفي هذه الأثناء تمكن ابن الطويل من إرسال ثلاثين ألفا من الدنانير إلى السكبانية ليكونوا معه فاستهواهم. وعند تقابل الجموع في ٦ شعبان مال السكبانية إلى جهة البغداديين ، انفصلت كتيبة منهم بصورة ظاهرة للعيان والتحق آخرون بناء على أمر بيت ليلا والباقون تفرقوا في الصحراء وانهزموا ... فأصاب الجيش وهن وضعف. أما