ريشة ومير شرف من أمراء الأكراد ، فقطعوا مراحل للوصول إلى بغداد. وإن هذا الوالي القائد كانت له معرفة سابقة بآل قشعم ، وبسيد خان ، وبحاكم سهران وسائر عشائر الكرد والعرب ... ومن ثم اختار من صنوف الجيش عسكرا مرتبا وتوجه نحو بغداد فوصل إلى الموصل وهناك كتب رسائل إلى البلوكباشية القدماء (١) ، وإلى أغوات الجيش. بعثها إليهم سرا وفيها من الاستمالة والترغيب الشيء الكثير ... وفي الليلة التي جاءتهم الرسائل قتلوا السكبانية (٢) وعند الصباح مضوا لإلقاء الحصار على مصطفى باشا في القلعة الداخلية أمام السراجخانة وأعلموا محمود باشا بما وقع. ذلك ما أنعش الوالي وبعث فيه الفرح والأمل فعجل بالسير في أوائل ربيع الآخر سنة ١٠١٧ ه فوصل حوالي بغداد وقوي نشاط الثائرين كما أن جيوش الوالي هاجمت المحصورين وشددت الحصار عليهم وبتوسط من أرباب المصلحة منح مصطفى باشا لواء الحلة وشتت شمل العصاة في أواخر الشهر المذكور واستقر الوزير في حكومة بغداد. ولا يزال سوق السراجخانة من آثاره. فقضى على هذه الغائلة (٣).
وهذا الوالي لم يعرف عن وقائعه ، ولا عن إدارته وأعماله في العراق ولعله اشتغل بتثبيت الإدارة وترتيب الحكومة ... وقبل وروده إلى بغداد تقلب في مناصب عديدة ففي الأصل كان مير لواء ثم صار أمير أمراء. وفي سنة ١٠١٣ ه ولي ديار بكر ، وفي سنة ١٠١٦ ه ولي بغداد
__________________
(١) رؤساء كتائب الخيالة.
(٢) صنف من الجيوش المحلية يتكونون من أهل القرى المتطوعين في أدنى خدمات الجيش من المشاة (عثمانلي تشكيلات وقيافت عسكريه سي) ص ٩ للمرحوم محمود شوكت باشا وهو الأخ الأكبر لفخامة الأستاذ الجليل السيد حكمت سليمان. وعندنا السكماني يراد به من يجيد الرمي مأخوذ من هذا اللفظ.
(٣) كلشن خلفا ص ٦٦ ـ ١ ، وفذلكة كاتب جلبي ج ١ ص ٢٩٧ وص ٣٠٩.