ومن ثم نرى تفاوتا بين المنقول عن جامع الدول وعن عالم آراي عباسي وعن رياض العلماء وخلاصة الأثر.
وحينئذ استولى الإيرانيون على الأبراج وأطلقوا المدافع للإعلام بالاستيلاء على البلدة فعلم الأهلون بما وقع واطلعوا على حقيقة الوضع واستولى عليهم الخوف والهلع واضطربوا لهذا المصاب كثيرا حينما رأوا في وجه النهار تبدل الحالة وأطلق الاعجام النيران وقتلوا أكثر أهل السنة ...
وبعد أن ألبسوا الخلع إلى محمد بن بكر صوباشي وتوابعه وأكرموهم بإنعامات أعلن للعموم بأن يبقى كل في مكانه وباستراحته وأن الشاه آمن الكل وأنه لا ضرر على الشيعة والسنة وأن تفتح الأسواق كالمعتاد ... ثم ألقوا القبض على (بكر صوباشي) وعلى أخيه (عمر أفندي). ولمدة شهرين عذبوهما بأنواع العذاب فقتلوهما بسيف الغدر الذي قتلوا به محمد قنبر آغا وسائر العزب وأولادهم ...
وكان حينما ألقي القبض على بكر صوباشي جيء به إلى الشاه فرأى ابنه جالسا قرب الشاه بجانبه وحينئذ عاتب الشاه بكر صوباشي بكلمات منها : قمت بهذه الأعمال الشائنة فأجابه أن الأعمال الرديئة هي من ابن الزنا هذا وأشار إلى ابنه وابتدر ابنه بالسب والشتم وبكى. أما الشاه فإنه أمر بحبسه في الحال.
وفي تاريخ الغرابي ما نصه :
«فلما أتى حافظ أحمد باشا إلى بغداد ليزيل بكر صوباشي ، ويجلس سليمان باشا مكانه بلغ هذا الخبر بكر صوباشي فأرسل إلى الشاه عباس بأني أنقاد لك ، فأمدني بعسكر كي أدفع هذه الغائلة ، فلما أتى الحافظ إلى بغداد قابله بكر صوباشي خارج بغداد للقتال فلم يكن نصيبه غير الهزيمة ، فتحصن في بغداد وبقي الحافظ متوقفا خارج بغداد