ودرتنك فنضبط مضايقهما ونمنع الصلة بين المحصورين وإيران ثم نمضي إلى بغداد؟ فوافق جماعة على هذا الرأي وآخرون لم يوافقوا وظهر من كل رأس فكر فاضطربت الآراء ثم استقرت في أن يذهبوا إلى بغداد رأسا ويحاصروها نظرا لحلول موسم الخريف وذلك لأن موسم بغداد الشتاء ولا يتيسر الحرب أيام الصيف من جراء شدة الحر. وقالوا إننا حاضرون أن نفدي بأرواحنا ورؤوسنا فقال لهم السردار مهما كان الأمر فليكن ، قوموا بالواجب!
وفي اليوم التالي جاءهم ثلاثة أو أربعة من العجم يحملون كتابا من أحمد خان كتب فيه أن بغداد مملكتكم فقبل أن تذهبوا إليها وتخربوها ابعثوا برسول إلى الشاه واطلبوها بصورة معقولة وأن السفير الوارد هو پياله بك فسألوه عن أحوال الشاه فقال إنه بعد عشرين يوما سيلاقيكم. وفي ذلك المنزل سير سليمان باشا والي الموصل لإرسال أرزاق وذخائر. وأعيد بستان باشا إلى كركوك لمحافظتها. وفي اليوم التالي رحلوا وذلك في ١٠ صفر فنزلوا قرب الإمام الأعظم ... وفي اليوم التالي ساروا إلى الجهة الجنوبية من بغداد على الشط وحطوا أمام (الباب المظلم) (قره كوقپو) ولما مضوا بمجموعهم ضربوهم من القلعة بعدة طلقات من المدافع. أما أراذل الجيش فإنهم صاحوا بالسردار لا نعدل إلا أن نستولي على المفاتيح وحينئذ ترتبت الجيوش في ١٢ صفر ودخلوا المتاريس واجتازوا برج العجم وذلك أن والي حلب مصطفى باشا صار في ساحل النهر ، وآغا الينگچرية والوزير القبطان تجاه برج العجم ، وفي الوسط أمير أمراء روم إيلي محمد باشا الگرجي ووالي الأناضول الحاج الياس باشا ووالي مرعش نوغاي باشا ، ووالي سيواس محمد باشا الطيار ووالي قرمان حسين باشا الچركسي كل من هؤلاء بسكبانيتهم دخلوا المتاريس. وأرسل إلى ديار بكر ، والبصرة لإحضار مهمات ... وإن بغداد لم تكن مستحكمة لدرجة فائقة إلا أن النخيل وما