وفي يوم ٢٠ منه وردت ستة مدافع أيضا فأعطيت ثلاثة منها إلى درويش محمد باشا والي ديار بكر. وحينئذ تقرب من (برج العجمي) (١) ومن متاريس الأعداء فتضاربوا بالقنابل مدة فتقدم الباشا مع سبعة من الچورباچية (٢) إلى متاريس أخرى فأبطلوا مدافع خصومهم.
وفي ليلة ٢٣ منه خرج الأعجام بحذافيرهم. ضربوا قنابل وبنادق وعملوا مهر جانا. وسبب ذلك أنه وردت إليهم من جانب ديالى قوة تقدر باثني عشر ألفا.
وفي هذه الأيام هبت رياح عظيمة دامت أربعة أيام وأربع ليال فلم تكد ترى بغداد ولا الصحراء من كثرة الغبار فلم يفارق الجيش مقابلة العدو واستمروا في الدفاع وأبدوا إقداما يذكر ...
وفي يوم ٢ شعبان ألقى أمير العرب ابن أبي ريشة القبض على (علي خان) من أمراء حسين خان اللر (٣) فجيء به فاعتذر بأنه كان جاء إلى العثمانيين فلم تسمع معذرته فقتل.
وفي ٣ و ٤ و ٥ من شعبان أبدى الجيش بسالة وإقداما تاما فجرت معركة طاحنة جدا تبادل الطرفان فيها المدافع والبنادق. وفي هذه الحرب جرح كور خزينة دار وسقط كتخدا الينگچرية شهيدا وجرح كل من أمير أمراء طربزون وأمراء بوزاوق وچورم.
وفي ٦ منه وزعت أيضا إلى العساكر نحو (٢٦٠) هزة (كيسا) لحمل التراب.
__________________
(١) يسمى مقام الشيخ. وهو معروف. اندثر في هذه الأيام. وجاء ذكره مفصلا في تاريخ جهانكشاي جويني.
(٢) الجورباجية لهم كسوة خاصة. وهم كالبلوكباشية ودرجتهم يوزباشي أي رئيس في مصطلحنا. والتفصيل في كتاب (تشكيلات وقيافت عسكرية) ص ٥٤ وعندنا آل الجوربه جي الأسرة المعروفة ببغداد من بقاياهم.
(٣) أمير اللر الفيلية.