وفي اليوم ١٣ ألقي القبض على (علي الهمذاني) من العجم فاعترف أنه جاسوس. وفي حضرة السلطان قال : جئت من رستم خان إلى بغداد وأبرز كتابا. إن شئتم أن تقتلوا أو تمنوا. وسآخذ جواب هذا الكتاب وآتيكم به. فأنقذ نفسه بمثل هذه الحيلة ونجا فدخل المدينة.
السلطان كل يوم يمر بأهل المتاريس من وزراء وأمراء وضباط ويقول ابذلوا جهودكم في سبيل الدين والغيرة الإسلامية ولا تقصروا. هذا يوم السعي وبذل ما في الوسع ... وبأمثال هذه كان يرغبهم وينفث فيهم روح النشاط والهمة.
ثم نصب الخيام لجراحين كثيرين للاهتمام بقضية الجرحى والمحاربين ، وكان ينعم على كل من يجرح في الحرب ويحسن إليه. يطيب القلوب بأنواع الإنعامات ويعنى بشؤون الجميع.
وفي هذه الأيام تيسر للوزير الأعظم أن يجعل تابية الباب الوسطاني قاعا صفصفا وآغا الينگچرية چغال زاده جعل تابية الزاوية (كوشه قله سي) كذلك وكل من حسين باشا والقپودان تمكن أن يهدم تابيتين. فالجميع قدروا على هدم أرض تقدر بثمانمائة ذراع سووها بالأرض.
وفي يوم ١٤ منه قرر السير إلى الأمام والهجوم على العدو إلا أنه شاع أن هناك خنادق ومتاريس عظيمة لا يمكن اجتيازها فرأوا أن الأولى الدخول في المتاريس فانضموا إليها وتأخر الهجوم.
وفي يوم ١٨ منه خرجت ثلة من العجم من ناحية حسين باشا فهاجموا على حين غرة إلا أن العسكر كان متأهبا مستعدا فعاد الأعجام بخيبة ولم ينالوا مأربا ثم خرج من ناحية القپودان ثلة أيضا فلم تفلح.
وفي ١٩ منه جاءت ثلاثة مدافع من طريق دجلة فوضعت في جهة قلعة الطيور ووجهت على المتاريس.