فتاح ولدان كبيران لم يخرجا من التابية ولا يزالان متمنعين بها مع جماعة من العجم فأظهروا العصيان للمرة الأخرى. وحينئذ وجهوا عليهم مدافع ضخمة وشرعوا في قتلهم لعدم قبولهم الأمان. وفي بضع ساعات قتل منهم عدة آلاف وأسر منهم ثلة أحياء فجاؤوا بهم إلى السلطان ، وأمام خيمة السلطان (أوطاغه) ضربت أعناقهم وفي تابية نارين جماعة من العجم طلبوا الأمان فأخبروا بأن يخرجوا أولاد مير فتاح فخرجوا. أما الباقون فإنهم طلبوا الأمان وحينئذ صدر الفرمان بأن لا يأتوا بالأحياء ولا بالرؤوس.
وفي ذلك المحل كان أمير أمراء الأناضول حسين باشا حضر بنفسه مع ثلة من أتباعه إلى السور فقال لجيشه آتوني بمن بقي من هؤلاء فنزل عليهم الجيش. وكانوا قد تألموا من العجم وامتلأت قلوبهم عليهم فلم يصغوا إلى طلبهم الأمان فأخرجوهم من متاريسهم وقتلوا أكثرهم. وأما الذين نجوا من القتل فقد بذلوا لهم الأمان. وإن أبناء مير فتاح جاؤوا إلى الفيلق وأما العجم وعدتهم بضع مئات فإنهم خرجوا من الباب الشرقي وتوجهوا نحو جهة ديالى. وهؤلاء حينما خرجوا عقب أثرهم عسكر مصر فقتلوا بضع مئات منهم. ولم يسلم منهم إلا القليل فرموا بأرواحهم إلى شهربان وهؤلاء في يوم ماطر دخلوا تحت قبة كبيرة. وهذه القبة قد سقطت عليهم فأهلكت أكثرهم.
والحاصل لم ينج من مجموع الجيش الإيراني البالغ ثلاثين ألفا إلا نحو ثلاثمائة تمكنوا من الوصول إلى فيلق الشاه ومن جيش العجم نحو عشرة آلاف هلكوا بنيران المدافع والبنادق وأما الذين نقضوا الأمان وقدرهم عشرون ألفا فإنهم قتلوا في خلال الثلاثة أيام وكانوا تحاربوا بعد الأمان.
وقال أوليا چلبي إن العجم رفعوا الأعلام البيض وطلبوا الأمان.