ولا شك أن أوليا چلبي كتب عن أصل هذا الجامع ما سمعه ، ولم يكن صوابا ، فإن هذا الجامع بني أيام دخول السلطان مراد بغداد ، فظن أنه من بنائه ، وأنه كان من تعمير السلطان سليمان. وجاء التصريح في الوقفية المؤرخة ١١ رمضان سنة ١٠٤٨ ه أن هذا الجامع أنشأه جلال الدين ابن المرحوم بهاء الدين في محلة السكه خانه (دار الضرب) الواقعة في محلة القلعة. وذكر من حدود الجامع (تكية الملا سعد الدين ابن السيد عبد الجليل الدوري). وهذه التكية لا تزال ولكنها بحالة دمار.
وبقرب جامع القلعة مرقد عليه قبة يقال له (السيد محمد الزمچي). وليس لدينا ما يوضح عنه. والوقفية تنطق بالموقوفات منها ما هو داخل القلعة ، ومنها ما هو خارج القلعة. وكان القاضي الذي حكم بصحة الوقف (مذكره چي زاده مصطفى). وهو أول قاض بعد فتح السلطان مراد.
ولا تزال تولية الوقف بيد ذرية الواقف ، والمتولي الآن السيد طه ابن السيد شاكر ابن السيد محمود القلعه لي بن رحمة بنت محمد ضياء الدين بن علي بن عبد الرزاق بن عبد القادر بن بهاء الدين ابن الواقف. والسيد محمود هذا يعرف بالسيد محمود الثنائي. خطاط معروف. غير (محمود الثنائي) المشهور في عهد المماليك. أوضحت ذلك بتفصيل في كتاب (المعاهد الخيرية) ، وفي (تاريخ الخط العربي في العراق).
وهذا الجامع أنشىء بتاريخ الوقفية ، ولم يكن جامعا آخر كما توهم بعضهم ، أو كما ذكره أوليا چلبي نقلا عمن ليس لهم علم. والملحوظ أن من شهود الوقفية مدرس المستنصرية إبراهيم ، ومدرس مدرسة مرجان أحمد بن عمر ، ومدرس مدرسة أبي النجيب محمد بن حسين وآخرون.