وفي هذه الأيام اغتنم القاص ميرزا الفرصة فهاجم أثقال الشاه وخزانته في جهات أصفهان وقم وقاشان فغنم غنائم وافرة بعد أن كان استأذن السلطان وكان مغبرا منه ، فلم يشأ أن يشاهده فأذن له. وكانت هذه الغنائم لا توصف في نفاستها ولا تعد في كثرتها.
وحينئذ شتى السلطان في ديار بكر. ثم مضى إلى حلب. وجاءته الهدايا المرسلة مع عزيز الله ، فخلع عليه السلطان وأرسل بالخلعة الفاخرة والسيف المرصع والأوطاغ ثم إن القاص ميرزا شوش أمر إيران ومال إلى أنحاء شهرزور إلى محل يقال له (كسك چنار). وكان قد أصابته حمى هناك ، فعلم به رجال الشاه طهماسب. فهاجموه على غرة فأخذوه أسيرا ، فحبسه الشاه في المحل المعروف بـ (قهقهة). ثم مات ومنهم من قال سم في سجنه. قال ذلك في تاريخ صولاق زادة. وجاء في گلشن خلفا أنه ذهب إلى بغداد فقضى بضعة أيام حتى أنه مال عن السلطان وحاول التقرب من الشاه فكان ذلك وسيلة القبض عليه. فساء مصيره (١).
الوزير الحاج محمد باشا
الحاج محمد باشا الوزير ولي بغداد في أيام القاص ميرزا وهو الوزير الثاني للدولة كما ذكر في تاريخ صولاق زادة. ولم يتعين لنا بالضبط تاريخ ولايته ولا معرفة أعماله. ولعله ممدوح فضولي في قصيدة له. ولم يظهر لنا التفصيل عن حياته.
والي بغداد تمرد علي باشا
إن صاحب گلشن خلفا ذكر أنه كان واليا على بغداد ثم خلفه
__________________
(١) تاريخ صولاق زاده ص ٥١٢ وكلشن خلفا ص ٦٣ ـ ١.