منها أنه كان من رجال إبراهيم باشا المقتول ، وأنه لم يعط إلى قباد باشا دراهم ، فكان فداء لخيانات ذلك الزمن. ويعد من أفذاذ الرجال. وكتابه (بحرية) شاهد ذلك.
ألفه سنة ٩٣٢ ه بأمر من السلطان. ومعه أطلس جغرافي. طبع على الزنك سنة ١٩٣٥ م بمطبعة الدولة باستانبول وله مؤلف في بحار الصين والهند في مجلدين. وهو ابن أخت كمال رئيس القبطان البحري الشهير.
٣ ـ واقعة مراد رئيس :
كان هذا سماه صاحب التحفة (مراد قپودان) (١) وهو معزول من لواء القطيف ، وكان في البصرة في تلك الأثناء بقي في البصرة حينما عاد پيري بك فوجهت إليه قيادة أسطول مصر (البحر الأحمر) وكان ترك پيري رئيس في البصرة بارچتين وخمس قادرغات وقاليته في بندر البصرة والباقي سار به نحو السويس حسب الأمر الصادر إليه إلا أن قادرغة واحدة كانت قد احترقت في البصرة. فكان أخذ معه ـ عدا ما أبقاه وما غرق ـ (١٥ قادرغة). وبارچتين ، فتكون أسطول منها ، وسار في البحر ، فورد مضيق هرمز. تمكن من الوصول إلى هناك دون أن يرى عارضة إلا أنه عند المعبر اصطدم بأسطول البرتغال ، وكانوا قد تأهبوا للحرب ، ينتظرون الأسطول العثماني ويترقبون وروده. فابتدأت الحرب من الصبح واستمرت بشدة إلى المساء ، وذهبت ضائعات كثيرة من الطرفين ، واستشهد كل من (سليمان رئيس) فارس سفينة القائد ، و (رجب رئيس) فارس سفينة أخرى ، فكان فقدهما من أعظم الضائعات ، والذين
__________________
(١) مراد رئيس أصله من فاس. وكان من مشاهير رجال البحرية أيام السلطان سليمان. عرف في كثير من المحاربات البحرية ببسالته. وصار متصرف لواء القطيف (الأسفار البحرية وكتاب حقائق الأخبار عن دول البحار ج ٢ ص ٤١).