هرمز ، فارتاب پيري بك ، وأبدى خوفا لا يأتلف وما كان قد أبداه سابقا. فترك الأسطول في البصرة ، وسار بثلاث قطع قادرغة خاصة به ، وبمفرزة صغيرة ، فعاد إلى السويس. فكانت حركته هذه داعية للارتياب لا سيما وأنه لم يستأذن فيما فعل. فسار بما أخذه فوصل البحرين ، وهناك جلست إحدى القادرغات على البر فتفككت ، وغرقت ، وعاد إلى السويس بالباقي وبقيت السفن الحربية الأخرى في البصرة ، فكان هذا الفرار منه أكبر باعث إلى نكبته. وكانت حكومته تأمل منه أعمالا كبيرة ، فخاب الأمل فيه. ومن ثم صدر الأمر السلطاني بإعدامه لما ارتكب من هزيمة ، فأعدم بمصر. ويقال إنه حاول تهريب الأموال التي استولى عليها. اتهم بذلك في حين أن القوة كانت ضعيفة ، والانتحار محقق ، فرأى أن يمضي بالقوة الكافية للنجاة ويتأهب للأمر كما تبين ذلك من تكليف علي بك المصري وكان قائد الحملة وامتناعه من قبول قيادة الأسطول وما ذلك إلا لعدم صلاح البحرية للمرور وقدرة الدفاع.
ولما أعدم پيري رئيس بمصر وجدت لديه أموال كثيرة ، استولت عليها الحكومة. أما أمير الجيش علي بك فلم يوافق على قيادة الأسطول ، وعاد من طريق البر إلى مصر ولم يقبل بتكليف والي البصرة (قباد باشا) (١) في أن يعهد إليه الأسطول. فتبعثر أمر السفن الحربية ، ولما سمع والي مصر أخبر الدولة بما جرى. فكان ما كان. ثم جاء أهل هرمز إلى مصر فشكوا پيري رئيس ، وقالوا : نهب أموالنا وعذبنا ، فلم تسمع لهم دعوى وأرسلت الأموال إلى الدولة.
ثم ظهر مؤخرا أن قتله لم يكن بحق. وكانت الأسباب لذلك كثيرة
__________________
(١) والي البصرة قباد باشا سعى بقتلة بيري رئيس عند السلطان فقتله سنة ٩٦٢ ه. ذكره في تهذيب التواريخ ، وفي تاريخ تركية لأحمد رفيق ، وفي عثمانلي مؤلفلري.