سواحل جزيرة العرب ، لينظم إدارتها ، وأن يستعيد المواطن التي استولى عليها البرتغال. ففي سنة ٩٥٩ ه تحرك من ميناء السويس بـ (٣٠) قطعة قاليته ، وقادرغة وباشتارده (باشترده) ، وقاليون. ومن هذه تكون الاسطول ، ومعهم فرقة من العساكر المصرية ، فوافى جدة ، ثم إنه اجتاز مضيق باب المندب ، ومضى إلى عدن. وهناك أظهر سطوته ، ثم توجه نحو شحر وظفار من طريق رأس الحد ، ومسقط التي وقعت في أيدي البرتغال. وبينا هو مجتاز في الأقسام الجنوبية من جزيرة العرب من سواحل الشحر ، وظفار إذ ظهر ريح زعزع فتبعثرت السفن ، وتفرقت نوعا ، حتى أن بارچة منها من نوع القاليون اصطدمت في أرض من سواحل الشحر فغرقت ولكن بعد أن سكن هائج الرياح عادت السفن فاجتمعت ، وسارت في طريقها ، فمضت من رأس الحد ، فوصلت إلى أمام قاعدة عمان وهي (مسقط). فافتتحتها هذه القوة البحرية.
وهذه المدينة لها موقع ممتاز في أنها حاكمة على مدخل خليج البصرة ، وأنها تقع على الطريق. فلها أهمية خاصة ، ومكانة لا تنكر. فأشغلها البرتغال نظرا لأهميتها هذه. ذلك ما دعا پيري بك أن يخرج جيشا إلى البر ، ويتخذ التدابير لمحاصرة المدينة والتضييق عليها دون إضاعة وقت. فدافع عنها البرتغال ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يصدوا الهجوم الذي قام به الجيش العثماني ، فتمكنوا من ضبطها والاستيلاء عليها. وأسروا جيش البرتغال. ومن هناك تحركت السفن إلى مضيق هرمز فتمكنوا من ضبطه بعد حرب قوية وهجوم عنيف. وكذا استولوا على جزيرة هرمز وبرخت (كشم) ، ومن هناك توجهوا نحو البصرة. وكانت قد دخلت البصرة قبل مدة في حوزة العثمانيين لما رأوا من حاجة لوصل البصرة بمصر.
وفي أثناء وصول الأسطول إلى البصرة شاع أن البرتغال عزموا على قطع خط الرجعة ، وأملهم أن يأتوا بقوة عظيمة إلى مضيق