الحكومة وطرق محافظتها ثم عاد إلى جدة. فخرج من السفن ومضى لأداء فريضة الحج ، وذهب من طريق البر إلى مصر. ومنها مضى إلى استانبول.
ونظرا لما قام به هذا الباشا من الخدمات قبل السلطان منه ما قام به ، وأنعم عليه برتبة الوزارة. وصار في عداد رجال الديوان.
هذه أول وقائع العثمانيين في البحر الهندي. ولم تكن هناك علاقة للعراق بهذه الحوادث إلا أن الموضوع قد اتصل بهذه الواقعة اتصالا مكينا ... وهنا لا نريد أن نتعرض إلا لما له مساس بحوادثنا (١).
٢ ـ وقائع بيري رئيس :
مر الكلام على ما جرى لسليمان باشا في الهند من الحوادث. وفي هذه المرة كانت الدولة شعرت بالضعف ، وعرفت طريق سياستها ، وعدتها الحربية في البحر الهندي ، فكان الواجب يدعوها أن تقوم بما يلزم من إعداد العدة والعدد ، وتهتم اهتماما أكثر. فإن الاستيلاء على عدن أعقبه اتفاق العرب هناك مع البرتغال للوقيعة بالجيش التركي ، واستعادة البلد منه. تولدت المشادة بسبب الاستيلاء والنهب ، وقتل الحاكم هناك مما آلمهم.
وفي هذه الحالة سيرت الحكومة أسطولها تحت رياسة أمير بحريتها قائد بحرية مصر (پيري بك) المشهور وهذا صاحب (كتاب البحرية) ، وابن أخت كمال رئيس. سار لاستخلاص البلد واستعادته ، فاسترد عدن حربا ، الأمر الذي دعا أن يعرض والي مصر داود باشا أمره إلى السلطان ببيان خدماته ، ومن ثم قبل السلطان ذلك بالقبول الحسن ، وزاد في راتبه وجعلت له زعامة بمبلغ (مائة ألف آقچه). ثم أرسل مرة أخرى إلى
__________________
(١) تحفة الكبار في أسفار البحار ص ٥٨.