بحر المغرب (البحر الأبيض المتوسط) في كافة الغزوات والفتوحات بصحبة المغفور لهما (خير الدين باشا) و (سنان باشا) وسائر القبطانية وقام بأنواع الخدمات وتجول في جميع أطراف بحر المغرب وأكنافه فحصل على جميع ما يتعلق بعلم البحار واكتسب الخبرة الوافرة. ألف في علم الهيئة وفي الحكمة وسائر متعلقات علم البحار تآليف مهمة ، وفي أحوال النجوم. ومما أهله للمهمة أن أباه وجده وأسلافه من أيام فتح القسطنطينية كانوا كتخدائية دار الصناعة (الترسانة) العامرة في غلطة. وكل واحد منهم كان ماهرا في العلوم البحرية فانتقلت هذه إليه إرثا واكتسابا.
رأى السلطان فيه من الكفاءة والقدرة على الأمور البحرية فأودع إليه قبطانية مصر في ذي الحجة سنة ٩٦٠ وأمره أن يذهب بالسفن الموجودة في بندر البصرة إلى مصر. صدر إليه الفرمان بذلك فنهض في أول المحرم سنة ٩٦١ من حلب فكانت وجهته البصرة.
سيدي علي في طريقه إلى بغداد :
خرج من حلب متوجها إلى الموصل وبغداد ، فعبر الفرات من أمام پيره جك فجاء الرها (أورفة) وزار هناك مقام إبراهيم عليه السّلام وسار في طريقه إلى نصيبين ومنها ورد الموصل وزار مراقد يونس عليه السّلام وجرجيس عليه السّلام والشيخ محمد الغرابيلي ، وفتح الموصلي ، وقضيب البان الموصلي ثم مضى إلى بغداد ومر بمدينة تكريت ومنها جاء إلى سامراء وزار فيها الإمام عليا الهادي والإمام حسنا العسكري وسار من بلد العاشق والمعشوق ومنها مضى في الطريق المار إلى قصبة حربي ، وقصر سمكة (سميكة) فبلغ بغداد وعبر دجلة (شط بغداد) من الجسر وزار مدة بقائه يوشع عليه السّلام والإمام الأعظم ، والإمام أحمد بن حنبل ، والإمام أبا يوسف والإمام محمدا ، والإمام محمدا الغزالي ، وعيص بن إسحاق عليه السّلام والإمام