سيدي علي رئيس في البصرة :
في اليوم التالي من وصوله ذهب إلى مصطفى باشا (حاكم البصرة) وقدم له الفرمان وعرفه بما جاء من أجله وحينئذ سلم إليه خمس عشرة قدرغة ، وعمر ما تمكن من تعميره مما يحتاج إلى المرمة وحشى المفكك منها فأصلح ما استطاع إصلاحه. ولما لم يحن وقت الذهاب بعد بقي في البصرة نحو خمسة أشهر ، في خلالها زار (مسجد الإمام علي) ، و (الحسن البصري) ، و (طلحة) ، و (الزبير) ، و (أنس بن مالك) ، و (عبد الرحمن بن عوف) وشهداء الصحابة (رض).
ومما أرعبه في بقائه أنه رأى رؤيا مؤداها أنه وجد أن قد فقد سيفه فتطير من ذلك لما علم أن الشيخ محيي الدين بن عربي نقل أن الرسول صلّى الله عليه وسلم فقد سيفه فحدثت له هزيمة وحينئذ بادر بالدعاء والاستغاثة بالرسول. فلاح لقلبه أن عسكر الإسلام منصور فانتبه مذعورا لما رأى إلا أنه لم يقصص هذه الرؤيا على أحد واغتم لها كثيرا ...
وقعة الحويزة ـ ابن عليان :
ومما اتفق أن مصطفى باشا عزم أن يفتح الحويزة وينتزعها من طائفة المشعشعين فسار إليها وأرسل سيدي علي رئيس إلى الجزائر علي بن عليان لئلا يضر بـ (البصرة) استفادة من هذه المشغلة فذهب بخمس قدرغات. وفيها عساكر مصرية فلم يتيسر الفتح. واستشهد من جماعة سيدي علي أكثر من مائة ممن تعودوا ضرب البنادق فاضطرب لهذا الحادث إلا أنه ظن أن الرؤيا صدقت فعلا بهذا الحادث ولكن التقدير غلب التدبير (١).
وهذا الحادث لم يدون من صاحب گلشن خلفا ولا غيره وإنما انفرد به صاحب مرآة الممالك مما يدل على أن المؤرخين لم يذكروا إلا
__________________
(١) مرآة الممالك : سيدي علي رئيس ص ١٧.