ثعلب عن ابن الأعرابي : أقهَمَ فلانٌ إلى الطعام إقْهاماً ، إذا اشتهاه ، وأقهَمَ عن الطعام إذا لم يشتهه ، وأنشد في الاشتهاء :
وهو إلى الزاد شديدُ الإقْهام *
قال : وأقهمت الإبلُ عن الماء إذا لم ترُده ، وأنشد :
ولو أن لُؤْمَ ابنْي سليمان في الغَضَا |
أو الصِّلِّيَان لم تَذُقْهُ الأباعرُ |
|
أو الْحَمض لاقْوَرَّت أو الماء أقهمت |
عن الماء حَمْضيَّاتُهُنَّ الكَنَاعرُ |
قلت : من جعل الإقْهام شهوةً ذهبَ به إلى الهَقِم وهو الجائع ، ثم قلبه فقال : قَهمَ ، ثم بنى الإقهام منه.
وقال أبو عبيد : أَقْهَمَتِ السَّماءُ إقْهَاماً مثل أَجْهَمت إذا انقشع الغيمُ عنها.
مهق ـ مقه ـ قمه : قال الليث : المهَق والمقَهُ : بياض في زرقة قال : وبعضهم يقول المَقَهُ أشدهما بياضاً ، وامرأة مَهْقَاء ومَقْهَاء وسرابٌ أمقه
وقال رؤبة :
في الصَّيْف من ذاكَ البعيدِ الأمْقَهِ *
وهو الذي لا خضراء فيه.
وقال أبو عمرو : هو الأَقْمه ، ورواه : من ذاك البعيدِ الأقْمهِ ، قال : وهو البعيد ، يقال : هو يَتَقمَّه في الأرض إذا ذهب فيها.
وقال الأصمعيّ : إذا أقبل وأدبر فيها ، والأمْقَهُ من الناس الذي يركب رأسه لا يدري أين يتوجه.
وقال رؤبة أيضاً في هذه القصيدة :
قفقاف ألْحَى الراعسات القُمَّهِ *
قيل : القُمَّه : هي القُمَّح ، وهي التي رفعت رؤوسها كالقِمَاح التي لا تشرب.
وقال الليث في قوله :
يَعْدل أَنضادَ القِفافِ القُمَّهِ *
قال : القُمَّه من نَعْت القِفَاف ، وهي التي تغيب وتظهر في السراب.
قال ويقال : قَمَه الشيء في الماء يقمَهُهُ إذا قَمَسه فارتفع رأسُه أحياناً وانغَمر أحياناً فهو قَامِهٌ.
وقال المفضل : القَامِهُ : الذي يركب رأسَه لا يَدْري أين يَتوجَّه.
وروى شمرٌ عن أبي عدنانَ عن الأصمعيّ قال : الأمْقَهُ المكانُ الذي اشتدَّتْ الشمسُ عليه حتى كُرهَ النظرُ إلى أرضه ، وقال في قول ذي الرمة :
إذا خَفَقْت بأمْقَه صَحْصَحَانٍ |
رؤوسُ القوم فالتزَمُوا الرِّحَالا |
قال شمر : المَقْهَاءُ الكريهةُ المنظر ولا يكون المكان أمقَه إلا بالنهار ، ولكن ذو الرمة قاله في سير الليل ، قال ، وقيل :
المَقَهُ حُمْرةٌ في غُبْرة.
وقال ابن الأعرابي : الأمقهُ الأبيضُ القَبيح البياض ، وهو الأمْهَقُ ، والمقهاءُ من النساءِ التي ترَى جفونُ عينيْهَا ومآقيها مُحْمَرَّةً مع قِلَّة شَعْر الحاجبين ، والمَرْهَاءُ مثل المَقْهَاءُ. وفلاة مَقْهَاء ، وفَيْفٌ أمقَهُ إذا ابيضَّ من السَّراب.
وقال ذو الرمة :