(المسألة الثالثة)
من المسائل الأربع فى بيان متعلق الجار والمجرور المحذوف فى هذه المواضع اعلم أنه (متى وقع الجار والمجرور صفة) : لموصوف
(أو صلة) : لموصول
(أو خبرا) : لمخبر عنه
(أو حالا) : لذى حال
(تعلق) : الجار والمجرور
(بمحذوف) : وجوبا (تقديره كائن) : لأن الأصل فى الصفة والحال والخبر الإفراد (أو) : تقديره (استقر) : لأن الأصل فى العمل للأفعال ويعضده الاتفاق عليه فى الصلة المشار إليه بقوله (إلا الواقعة صلة فيتعين فيها تقدير استقر) : اتفاقا (لأن الصلة لا تكون إلا جملة والوصف مع مرفوعه) : المستتر فيه مفرد حكما (وقد تقدم مثالا الصفة والحال) : فى قوله : رأيت طائرا على غصن ، "فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ" (١) (ومثال الخبر : "الْحَمْدُ لِلَّهِ" (٢) و) : مثال (الصلة : "وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" (٣)) : ويسمى الجار والمجرور فى هذه المواضع الأربعة بالظرف (٤) المستقر بفتح القاف لاستقرار الضمير فيه بعد حذف عامله وفى غيرها بالظرف اللغو لإلغاء الضمير فيه (٥)
__________________
(١) سورة القصص آية ٧٩.
(٢) سورة الفاتحة آية ٢.
(٣) سورة الروم آية ٢٦.
(٤) فى اعتباره الجار والمجرور ظرفا تعميم حيث جعل كل ما هو شبه جملة ظرفا ـ وهذا مذهب الكوفيين ـ وفى هذا ما يؤكد استقلال أصحاب هذا الاتجاه وهو عند المدرسة المصرية فى ذلك الحين وأصحابها يسيرون فى اتجاه أبى على الفارسى ومن تبعه من نحو ابن جنى وعبد القاهر وغيرهما.
(٥) انظر ما جاء بخصوص مصطلح الظرف اللغو فى شرح العوامل المائة النحوية للشيخ خالد الأزهرى تحقيقتنا ـ ونشر دار المعارف.
وانظر كذلك ما جاء بخصوصه فى كتاب شرح الأزهرية للشيخ خالد الأزهرى حواشى الشيخ حسن العطار وتقريرات الإمبانى ـ تحقيقنا.
وقد جاء للشيخ خالد الأزهرى فى كتابه : شرح العوامل المائة النحوية فى أصول علم العربية (السابق) نص قوله الآتى : ـ الظرف اللغو هو ما كان متعلقة مذكورا خاصا به : زيد يقرأ فى المسجد أو محذوفا إما جائز الحذف نحو : بسم الله الرحمن الرحيم أى أقرأ. أو واجب الحذف نحو يوم الجمعة صمت فيه وسمى لغوا لأنهم ألغوه ـ حيث لم يجعلوه محتملا لضمير ـ لعدم استقرار الضمير فيه.