وكان شاعرا وأديبا ومن شعره :
ومن يصطبر للعلم يظفر بنيله |
|
ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل |
ومن لا يذلّ النفس فى طلب العلا |
|
يسيرا يعش دهرا طويلا أخا ذلّ |
وهذا يكشف عن دلالة هامة وعن تضحياته فى طلب العلم وطول صبره عليه وتحمله المشاق فى سبيله.
وله :
سوء الحساب أن يؤاخذ الفتى |
|
بكل شئ فى الحياة قد أتى (١) |
هذا البيت يكشف عن خلقه فى معاملة الناس وكثرة صفحة عن من يسئ إليه ومن هنا كانت دماثة خلقه وحسن معاملته وسبب حب الناس له.
توفى ليلة الجمعة خامس ذى القعدة سنة إحدى وستين وسبعمائة.
ورثاه ابن نباتة بقوله :
سقى أبن هشام فى الثرى نوء رحمة |
|
يجرّ على مثواه ذيل غمام |
سأروى له من سيرة المدح مسندا |
|
فما زلت أروى سيرة ابن هشام |
وقد كان له أثره البالغ فى من حوله حيث خرّج ابنه عالما فى النحو وكذلك حفيده جاء عن ابنه (٢).
محمد بن عبد الله بن يوسف بن هشام العلامة محب الدين ابن الشيخ جمال الدّين ، النحوىّ بن النحوىّ
ولد سنة خمسين وسبعمائة ، وكان أوحد عصره فى تحقيق النّحو ، سمعت شيخنا قاضى القضاة علم الدين البلقينىّ يقول : كان والدى يقول : هو أنحى من أبيه. قرأ على والده وغيره ، وسمع الحديث على الميدومىّ والقلانسىّ ، وأجاز له التقىّ السّبكىّ ، والعزّ ابن جماعة ، والبهاء بن عقيل ، والجمال الإسنوىّ وغيرهم. روى عنه الحافظ ابن حجر.
مات فى رجب سنة تسع وتسعين وسبعمائة.
وجاء عن حفيده (٣) :
__________________
(١) بغية الدعاة (السابق).
(٢) البغية (السابق) ص ١٤٨.
(٣) البغية (السابق) ص ٣٢٢.