ابن هشام (١)
قال عنه ابن خلدون (٢) : مازلنا ونحن بالمغرب نسمع أنّه ظهر بمصر عالم بالعربية ، يقال له ابن هشام ، أنحى من سيبويه.
ولد بالقاهرة فى ذى القعدة من عام ثمان وسبعمائة (٧٠٨ ه) (سنة ١٣٠٩ م) وتوفى بها سنة ٧٦١ ه ـ (١٣٦٣ م) وجاء عنه فى بغية الوعاة (٣).
عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصارى الشيخ جمال الدين الحنبلى
النحوىّ الفاضل ، العلامة المشهور ، أبو محمد. قال فى الدرر : ولد فى ذى القعدة سنة ثمان وسبعمائة ، ولزم الشّهاب عبد اللطيف بن المرحّل ، وتلا على السرّاج ، وسمع على أبى حيّان ديوان زهير بن أبى سلمى ، ولم يلازمه ولا قرأ عليه ، وحضر دروس التاج التبّريزى ، وقرأ على التّاج الفاكهانىّ شرح الإشارة له إلا الورقة الأخيرة ، وتفقّه للشافعى ثم تحنبل ، فحفظ مختصر الخرقىّ فى دون أربعة أشهر ؛ وذلك قبل موته بخمس سنين ، وأتقن العربيّة ففاق الأقران بل الشيوخ ، وحدّث عن ابن جماعة بالشّاطبيّة ، وتخرّج به جماعة من أهل مصر وغيرهم ، وله تعليق على ألفية ابن مالك وله مغنى اللبيب عن كتب الأعاريب ، اشتهر فى حياته ، وأقبل النّاس عليه](٤) ، وتصدّر لنفع الطالبين ، وانفرد بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة والتّحقيق البارع والاطّلاع المفرط والاقتدار على التصرّف فى الكلام ، والملكة التى كان يتمكّن من التّعبير بها عن مقصوده بما يريد ، مسهبا وموجزا ؛ مع التواضع والبرّ والشّفقة ودماثة الخلق ورقّة القلب.
وجاء عنه أنه كان كثيرا المخالفة لأى حيان شديد الانحراف عنه (٥) ومعناه أنه له شخصيته وآراؤه.
__________________
(١) ترجمته فى الدرر الكامنة لابن حجر ٢ / ٣٠٨ / ٣١٠. وشذرات الذهب ٦ / ١٩١ ـ وبغية الوعاة ١ / ٦٨ / ٧٠ وغير ذلك من الكتب التى ترجمت له .. الخ.
(٢) جاء فى الدرر الكامنة قال لنا : الدرر الكامنة ٢ / ٣٠٨ ـ وبغية الدعاة ١ / ٦٨.
(٣) بغية الدعاة (السابق).
(٣) بغية الدعاة (السابق).
(٤) من الدرر الكامنة ٢ / ٣٠٨ / ٣١٠.