الباب الثانى
(فى) : ذكر أحكام
(الجار والمجرور) : هذا الباب
(فيه أربع مسائل أيضا إحداها أنه لا بد من تعلق الجار) : والمجرور
(بفعل) : ماض أو مضارع أو أمر ولو كان ناقصا على الأصح
(أو بما فى معناه) : من مصدر أو صفة أو نحوهما والمراد بالتعلق العمل فى محل الجار والمجرور نصبا أو رفعا مثال تعلق الجار والمجرور بالفعل نحو مررت بزيد فالجار والمجرور فى محل نصب بمررت ومثال تعلق الجار والمجرور بما فى معنى الفعل نحو زيد ممرور به فالجار والمجرور فى محل رفع على النيابة عن الفاعل بمرور
(وقد اجتمعا) : أى التعليق بالفعل والتعليق بما فى معناه
(فى قوله تعالى : "أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ" (١)) : فعليهم الأول متعلق بفعل وهو أنعمت ومحله نصب وعليهم الثانى متعلق بما فى معنى الفعل وهو المغضوب ومحله رفع على النيابه عن الفاعل
(وقد اجتمعا أيضا فى قول أبى بكر بن دريد) : فى مقصورته :
(واشتعل المبيض فى مسوده ... |
|
مثل اشتعال النار فى جزل الغضى) : |
ففى مسوده متعلق بفعل وهو اشتعل وفى جزل متعلق بما فى معنى الفعل وهو اشتعال (وإن علقت الجار والمجرور الأول) : وهو فى مسوده
(بالمبيض أو جعلته حالا منه متعلقا بكائنا) : محذوفا
(فلا دليل فيه) : على اجتماعهما لأن الجار والمجرور الأول والثانى متعلقان بما فى معنى الفعل وهو المبيض أو كائنا ، واشتعل : معناه انتشر ، والمبيض البياض والضمير فى مسودة والغضى عائد على الرأس فى البيت قبله ومثل بالنصب مفعول مطلق والجزل الغليظ من الحطب اليابس والغضى : شجر معروف إذا وقع فيه النار يشتعل سريعا : ويبقى زمانا
شبه بياض المشيب وانتشاره فى رأسه باشتعال النار فى الحطب الغليظ وانتشارها فيه
(ويستثنى من حروف الجر أربعة فلا تتعلق بشئ أحدها) : الحرف
(الزائد) : كالباء الزائده فى الفاعل
__________________
(١) ـ سورة الفاتحة آية ٧.