هذا الحال مات شهيدا» (١).
٢ ـ يقول أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «من مات على فراشه وهو على معرفة حق ربّه ، وحق رسوله وأهل بيته ، مات شهيدا» (٢).
٣ ـ نقرأ في حديث آخر عن الإمام الصادق عليهالسلام : «من قتل دون ماله فهو شهيد» (٣).
وكذلك آخرون يقتلون في طريق الحق ، أو يموتون فيه ، ومن هنا تتّضح عظمة ثقافة الإسلام هذه ، ومدى سعتها.
وننهي هذا البحث بحديث عن الإمام علي بن موسى الرضا عليهالسلام ، عن آبائه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أوّل من يدخل الجنّة الشهيد» (٤).
٢ ـ أهداف القتال في الإسلام
إنّ القتال لا يعتبر في الإسلام قيمة من القيم ، بل يعتبر ضد القيم من جهة كونه باعثا على الخراب والتدمير ، وإزهاق الأنفس ، وإهدار القوى والإمكانيات التي يمكن أن تسخّر لخدمة الإنسان وسعادته ورفاهه ، ولذلك جعل في بعض الآيات القرآنية في مصاف العقوبات الإلهية ، فنرى الآية (٦٥) من سورة الأنعام تقول : (قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ).
فقد اعتبر القتال هنا بمثابة الصاعقة والزلزلة والابتلاءات الأرضية والسماوية ، ولذلك فإنّ الإسلام يمتنع عن القتال والحرب ما استطاع إلى ذلك سبيلا.
أمّا إذا تعرّض وجود الأمّة للخطر ، أو أنّ أهدافه المقدّسة السامية أصبحت
__________________
(١) سفينة البحار ، المجلد الأول ، مادة شهد.
(٢) نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٠ ، آخر الخطبة.
(٣) سفينة البحار ، المجلد الأول ، مادة شهد.
(٤) بحار الأنوار ، المجلد ٧١ ، صفحة ٢٧٢.