فالله يعرف المتّقين حقّا وهو مطلع على درجات تقواهم وخلوص نيّاتهم وطهارتهم وصفائهم ، فهو يكرمهم طبقا لعلمه ويثيبهم ، وأمّا المدّعون الكذبة فإنّه يحاسبهم ويجازيهم على كذبهم أيضا.
* * *
بحثان
١ ـ القيم الحقّة والقيم الباطلة
لا شكّ أنّ كلّ إنسان يرغب بفطرته أن يكون ذا قيمة وافتخار ، ولذلك فهو يسعى بجميع وجوده لكسب القيم ..
إلّا معرفة معيار القيم يختلف باختلاف الثقافات تماما ، وربّما أخذت القيم الكاذبة مكانا بارزا ولم تبق للقيم الحقة مكان في قاموس الثقافة للفرد.
فجماعة ترى بأن قيمتها الواقعية في الانتساب إلى القبيلة المعروفة ، ولذلك فإنّهم من أجل أن تعلو سمعة قبيلتهم وطائفتهم ويظهرون نشاطات وفعاليات عامة ليكونوا برفعة القبيلة وسمّوها كبراء أيضا.
وكان الاهتمام بالقبيلة والافتخار بالانتساب إليها من أكثر الأمور الوهميّة رواجا في الجاهلية إلى درجة كانت كلّ قبيلة تعدّ نفسها أشرف من القبيلة الأخرى ، ومن المؤسف أن نجد رواسب هذه الجاهلية في أعماق نفوس الكثيرين من الأفراد والمجتمعات!! وجماعة أخرى تعوّل على مسألة المال والثروة وامتلاكها للقصور والخدم والحشم وأمثال هذه الأمور ، فتعدّها دليلا على القيمة الشخصيّة وتسعى من أجل كلّ ذلك دائما.
وجماعة تعتبر (المقامات) السياسية والاجتماعية العليا معيارا للشخصية والقيم الاجتماعية!
وهكذا تخطو كلّ جماعة في طريق خاص وتنشدّ قلوبها إلى قيمة معينة