مقفلة بأقفال الهوى والشهوة ، والكبر والغرور ، واللجاجة والتعصّب ، فسوف لا يلجها نور الحق ، وقد أشارت الآيات ـ مورد البحث ـ إلى هذا المعنى.
وما أروع كلام أمير المؤمنين علي عليهالسلام في خطبته حول صفات المتّقين ، إذ يقول : «أمّا الليل فصافون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم ، فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطّلعت نفوسهم إليها شوقا ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم ، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم» (١).
حديث عن الإمام الصادق عليهالسلام :
ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام في تفسير جملة : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) : «إنّ لك قلبا ومسامع ، وإنّ الله إذا أراد أن يهدي عبدا فتح مسامع قلبه ، وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا ، وهو قول الله عزوجل : (أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) (٢).
* * *
__________________
(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٩٣ ، المعروفة بخطبة همام.
(٢) نور الثقلين ، المجلد ٥ ، صفحة ٤١.