ونختتم كلامنا هذا بحديث للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ قال : «كلكم بنو آدم وآدم خلق من تراب ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان» (١).
٢ ـ حقيقة التقوى
كما رأينا من قبل ، فإنّ القرآن جعل أكبر امتياز للقوى ، وعدّها معيارا لمعرفة القيم الإنسانية فحسب!
وفي مكان آخر عدّها خير الزاد والشراب إذ يقول : (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى) (٢).
أمّا في سورة الأعراف فقد عبّر عنها باللباس : (وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ) (٣).
كما أنه عبّر عنها في آيات أخر بأنّها واحدة من أول أسس دعوة الأنبياء ، ويسمو بها في بعض الآيات إلى أن يعبّر عن الله بأنه أهل التقوى فيقول : (هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (٤).
والقرآن يعدّ التقوى نورا من الله ، فحيثما رسخت التقوى كان العلم والمعرفة إذ يقول : (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) (٥).
ويقرن التقوى بالبرّ في بعض آياته فيقول : (وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى).
أو يقرن العدالة بالتقوى فيقول : (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى).
والآن ينبغي أن نرى ما هي «حقيقة التقوى» التي هي أعظم رأس مال معنوي وافتخار للإنسان.
أشار القرآن إشارات تكشف أستارا عن حقيقة التقوى ، فيذكر في آيات متعدّدة
__________________
(١) في ظلال القرآن ، ج ٧ ، ص ٥٣٨.
(٢) البقرة ، الآية ١٩٧.
(٣) الأعراف ، الآية ٢٦.
(٤) المدّثر ، الآية ٥٦.
(٥) البقرة ، الآية ٢٨٢.