الآيات
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢))
التّفسير
يوم الفصل!
تمثل هذه الآيات في الحقيقة نتيجة الآيات السابقة التي بحثت مسألة المعاد ، والتي استدل بها عن طريق حكمة خلق هذا العالم على وجود البعث والحياة الأخرى.
فتستنتج الآية الأولى من هذا الاستدلال : (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ).
كم هو جميل هذا التعبير عن يوم القيامة بيوم الفصل! ذلك اليوم الذي فصل فيه الحق عن الباطل ، وتمتاز صفوف المحسنين عن المسيئين ، ويعتزل فيه الإنسان أعزّ أصدقائه ، وأقرب أخلائه .. نعم ، إنّه موعد كلّ المجرمين (١).
__________________
(١) احتمل المفسّرون احتمالات عديدة في مرجع الضمير في (ميقاتهم) فالبعض أرجعه إلى كلّ البشر ، والبعض خصوص الأقوام الذين أشير إليهم في الآيات السابقة ، أي قوم تبع والعصاة من قبلهم. غير أنّ المعنى الأوّل هو الأصح.