(قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ)
اي طالب بما يسمى بوزارة المالية ، وادارة البنوك لأنه عرف ان المشكلة الاساسية في الدولة هي مشكلة القحط الذي سوف يصابون به ، وعليه من جهة العمل من أجل حل هذه المشكلة ، وان يسعى من جهة اخرى نحو هداية الناس من خلالها.
وبين أنه أفضل فرد تخوّل اليه شؤون المال وهو صاحب علم وامانة ، فبعلمه يخطط وبأمانته يعمل دون فساد.
(إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
[٥٦] وقبل الملك ذلك ، فلما امتلك يوسف (ع) سلطة المال في الدولة نشر سلطته الى سائر المرافق ، وتمكن في الأرض بفضل ربه الذي جازاه على إحسانه.
(وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ)
اي بنشر سلطته فيها في اي مجال يريد بسبب علمه وأمانته وسلطته المالية.
(نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ)
ذلك لأن الأمور بيد الله ، والله سبحانه اجرى في الدنيا نوعين من الأنظمة :
النوع الاول : الانظمة الطبيعة ، مثل السعي والحكمة والصبر والاستقامة.
النوع الثاني : الانظمة الغيبية مثل الايمان والتقوى والإحسان ، ويوسف تقدم من خلال تطبيق هذين النوعين من الأنظمة ، فمن جهة عمل بحكمة وأناة واستقامة ، ومن جهة ثانية قاوم الشهوات ، واتقى ربه ، وأحسن الى الناس.
(وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)