ان الإحسان الى الناس يتضاعف بإذن الله ليعود إليك في يوم قريب أو بعيد.
[٥٧] وجزاء المؤمن في الدنيا شاهد على جزائه الأوفى في الآخرة ، وان الله سبحانه لا يخلف وعده معه.
(وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)
وهكذا نستوحي من هذه الآيات ان أسباب التقدم الغيبية هي التقوى والايمان والإحسان بيد ان الإحسان أشد وأسرع أثرا في أمور الدنيا.
وجاء في حديث مأثور عن الامام الرضا (ع):
«واقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة ، فكبسه في الخزائن ، فلما مضت تلك السنون ، وأقبلت المجدبة اقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلا صار في مملكة يوسف ، وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم يبقى بمصر وما حولها حلي ولا جواهر ، الا صار في مملكته ، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية ، الا صارت في مملكته ، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتى لم يبق بمصر عبد ولا امة الا صار في مملكته ، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار الا صار في مملكته ، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والأنهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة الا صار في مملكته ، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر الا صار عبد يوسف ، فملك احرارهم وعبيدهم وأموالهم ، وقال الناس ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما اعطى هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا».
ثم قال يوسف للملك : «ايها الملك ما ترى فيما خوّلني ربي من ملك مصر