قرر أن يتوكل على الله بعد أن عرف من أبنائه التوبة والصدق ، فقال : الله خير من يحفظ وهو أرحم الراحمين.
ثم حين فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم قد ردت إليهم ، فقالوا لأبيهم ماذا نطلب لقد ردّت إلينا بضاعتنا ، وانا نسعى من أجل الحصول على الطعام لأهلنا ، بالاضافة الى كيل نأخذه لاخينا وهو كيل يسير بالنسبة لحاجتنا الماسة ، قال أبوهم : كلا .. لن أرسله معكم حتى تأتوني بوثيقة وعهد من الله بإعادته اليّ إلّا إذا لم تقدروا على ذلك ، فلمّا أعطوه الموثق قال يعقوب : الله على ما نقول وكيل.
وهكذا بعد اليمين المكرّر أذن الشيخ لابنه العزيزة بالرحيل مع اخوته طلبا للمايرة.
بينات من الآيات :
بعد أربعين عاما مرت على قصة الجب :
[٥٨] أربعون عاما مرّ على قصة الجب ، ويوسف ذلك الغلام المتوهج جمالا واناقة قد أصبح اليوم رجلا عركته المآسي والويلات ، وجلس على أريكة الملك بملابسه الزاهية. كل ذلك مع هيبة السلطنة منعت اخوته من معرفته ، أما يوسف فقد عرفهم بسرعة لأنهم كانوا رجالا حين تركهم.
(وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ)
قبل أربعين عاما نبذ هؤلاء أخاهم يوسف منكرين له ، فقطعوا رحمهم ، بينما هو وصل رحمه ، وكانت عاقبة الأمر هو ان يجازيه الله بالملك والمعرفة ويجازيهم بالحاجة والجهل.
[٥٩] وبعد أن أعدّ لهم ما جاؤوا من أجله من طعام ، استدرجهم يوسف بحديثه