إذا عرفوا بضاعتهم عرفوا ان الملك رحيم بهم ، فلا يخشون ظلمه فيعودون اليه.
[٦٣] وقطعوا تلك المسافة الطويلة قافلين الى أبيهم ، فلما تلقاهم أبوهم قالوا له ان ملك مصر منع عنا الكيل فلم يعطنا كل حصتنا من الطعام ، وطالبنا بإحضار أخينا من أبينا ، فأرسله معنا لكي نأخذ نصيبنا وانا سوف نحفظه.
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)
[٦٤] وأعاد يعقوب عليهم قصتهم مع يوسف ، وكيف فرّطوا فيه.
(قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ)
فأنتم لا تحفظون عهدكم ، ولكن لا آمنكم عليه ، بل اترك الأمر الى الله ، واجعله حافظا له فهو أفضل حافظ ، وخير راحم لعباده.
(فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)
[٦٥] وكانت المفاجأة عند ما فتحوا أمتعتهم ليجدوا فيها بضاعتهم التي اشتروا بها الطعام ، فآنئذ ازدادوا إلحاحا على أبيهم بالسماح لأخيهم بالسفر معهم.
(وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي)
أي ماذا ننتظر أكثر من هذا ، لقد أوفي الكيل ، وردت البضاعة إلينا.
(هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا)
ثم شرعوا في تشجيع أبيهم على الأذن لأخيهم بالسفر معهم.