فلا تكونن ممّن يقول للشيء أنه في شيء واحد» (١)
الصفة الرابعة :
(وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ)
خشية الله هي الضمان الحقيقي من الانحراف كما قال : «ولا تخشوهم واخشوني» والخشية من الله هي الخوف من أن يصب علينا عذابه ، ويأخذنا على حين غرّة ، وقبل أن نبادر بالأعمال.
الصفة الخامسة :
(وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ)
يبدوا أن الفرق بين الخشية والخوف ، ان الخوف أقل من الخشية كما قال العلامة الطباطبائي (٢) في الميزان : والظاهر ان الفرق بين الخشية والخوف ، ان الخشية تأثر القلب من إقبال الشر أو ما في حكمه ، والخوف هو التأثر عملا بمعنى الاقدام على تهيئة ما يتّقى به المحذور وان لم يتأثر به القلب ، ولذا قال سبحانه في أنبيائه : (وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللهَ) (٣) فنفى عنهم الخشية عن غيره ، وقد اثبت الخوف لهم عن غيره في مواضع من كلامه كقوله : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) (٦٧ / طه)
وقوله : (وَإِمَّا تَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ) (٥٨ / الأنفال)
وسوء الحساب هو : ان لا تقبل حسناتهم ، بل يؤخذون بسيئاتهم ، وقد جاء في
__________________
(١) تفسير الميزان ـ ج ١١ ـ ص ٣٤٩
(٢) تفسير الميزان ـ ج ١١ ـ ص ٣٤٣
(٣). (٣٩ / الأحزاب)