الأرض ، أو كلم به الموتى ، كما كان موسى وعيسى لكانوا يؤمنون به ، ولكن لو أنزل الله مثل هذه الآيات ، أكانوا يؤمنون بها؟! ولكن قصدهم التعجيز وتحدي الرسالة ، فلن يرسل الله مثل هذه الآيات ، وهذا القرآن له القدرة على هذه الأشياء لو عرف الإنسان كيف يستغله ، وقد قال الله سبحانه : (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ).
(بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً)
ان الله يستطيع ان ينزل هذا القرآن ، وقد أنزله فعلا.
جواب «لو» في الآية (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ) محذوف وتقديره أحد هذين المعنيين :
أولا : لما أفادهم.
ثانيا : لكان هذا القرآن.
وحسب نظري ان كلا الجوابين صحيحان ، فلو كان القرآن كذلك لم ينفعهم كون القرآن تسير به الجبال وتقطّع به الأرض ويكلّم به الموتى ، وثانيا : ان القرآن كذلك ، وقد استطاع (كما أسلفنا) المؤمنون حقا الذين استوعبوا حقائق القرآن ان يستفيدوا منه هذه الفوائد.
اليأس من الإصلاح :
(أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً)
منع الله الآيات عنهم ليس سببا لضلالتهم ، بل لأن الله لم يهدهم ، فان الله لا يهدي الّا من ينيب.