النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ* وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ) (١ ـ ٥ / القارعة)
(إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) ان الله لن يخلف موعده مع الكفار بأن يأخذهم في ذلك اليوم حيث لا يستقدمون عنه ساعة ولا يستأخرون.
(فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا) :
[٣٢] يسترسل القرآن في الفكرة التي بدأها في بداية هذا الدرس بتكذيب الأمم رسلها ، وان موقف الأمم عبرة لمن ألقى السمع ، وموقف الرسل عبرة للرسول ، فيقول الله سبحانه :
(وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا)
كما ان إرسال الرسل سنة ، فكذلك تكذيب الأمم سنة أيضا ، وليس التكذيب هو الأسلوب الوحيد للمواجهة ، بل هناك أسلوب آخر يعتمده الكفار ضد الرسل وهو أشدّ أثرا بنفسية الرسل الا وهو أسلوب الاستهزاء ، وأسلوب الاستهزاء مجموع نوعين من أساليب الكفار ، فلا يكون الاستهزاء الا بالتكذيب ، ومن ثم بالسخرية والاستخفاف ، وهناك في زماننا الكثير ممن تركوا رسالتهم لأن الناس واجهوهم.
والامهال والاملاء هو من حكمة الله الماضية على عبيده العاصين جاء في الحديث :
«كم من مستدرج بالإحسان اليه ، ومغرور بالستر عليه ، ومفتون بحسن القول فيه وما ابتلى الله أحدا بمثل الاملاء له» (١)
__________________
(١) بح ٧٣ ص ٣٨٣ رقم ٨