(إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ)
بيد أن الملأ من قوم نوح لم يزالوا على ضلالتهم التي تقسّم الناس على أساس المال أو الدم.
(وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ)
[٣٠] الطبقة الدنيا التي بادرت بالايمان دخلت حصن الله ، والله يحمي الذين يتحصنون به ، ولو أراد أحد طردهم ، وأراد الله نصرهم فان ارادة الله هي الغالبة ، ولا يملك من يطردهم قوة يرد بها غضب الله عليه.
(وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ)
وفي هذه الآية دليل على أن احتفاظ رسول الله بالمؤمنين من الطبقات الدنيا ليست بهدف الانتصار بهم أو تكثير العدد حول نفسه ، بل لأنهم مؤمنون ، والله يحب المؤمنين.
(أَفَلا تَذَكَّرُونَ)
فالمسألة بحاجة الى تذكرة ، ولفت نظر حتى يعرف الإنسان أن الأمور بيد الله ، وأن ربّنا لا ينظر الى الغنى والجاه بل الى الايمان والعمل الصالح.
إني بشر مثلكم :
[٣١] وعاد نوح عليه السلام يبين أبعاد رسالته التي هي أيضا أبعاد رسالة كل رسول وكلّ مصلح يتبع خط الرسل.
فأولا : إن الرسول يدعو الناس الى الله والى الحق الذي تعرفه فطرتهم ، وهذا هو