قوة فليذهب في أول الليل ، فإذا سمعتم بي قد استقرت بي الأرض فالحقوا بي.
فأصبح بلال المؤذن ، وخباب ، وعمار ، وجارية من قريش كانت أسلمت (وهي سمية أم عمار حسبما جاء في حديث ، وأضيف أيضا اسم ياسر والد عمار) فأصبحوا بمكة ، فأخذهم المشركون وأبو جهل ، فعرضوا على بلال أن يكفر فأبى ، فأخذوا يضعون درعا من حديد في الشمس ثم يلبسونها إياه ، فإذا ألبسوها إياه قال : أحد .. أحد .. وأما خباب فأخذوا يجرونه في الشوك.
وأما عمار فقال لهم كلمة أعجبتهم تقية ، وأما الجارية فوتد لها أبو جهل أوتاد ثم مدها ، فادخل الحربة في قلبها حتى قتلها ، (١) ثم خلّوا عن بلال وخباب وعمار ..
فلحقوا رسول الله (ص) فأخبروه بالذي كان من أمرهم ، واشتد على عمار الذي كان تكلم به ، فقال له رسول الله (ص) كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت؟ أكان منشرحا بالذي قلت أم لا؟ قال : لا .. فأنزل الله : (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ).
هكذا صمد عمار فلم يستجب لضغوط قريش ، بل تحداهم بالتقية وظل على موقفه الثابت.
وآخرون ينهارون فيتقبلون الكفر برحابة صدر ، فيتعرضون لغضب الله سبحانه ..
(وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ
__________________
(١) وهكذا قتل زوج هذه الجارية الشهيدة ياسر وهما أبوا عمار بن ياسر الذين كانا أول شهيدين في سبيل الله في الإسلام ..