المواد الأشد ضرورة بالنسبة الى سكان تلك الأرض.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
مراحل العلم وهدف الانعام :
[١٢] تختم هذه الآيات بالكلمات التالية «يتفكرون ـ يعقلون ـ يذّكرون ـ (لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ـ تهتدون ـ» فما هي العلاقة بينها؟ ولماذا جاءت متدرجة. علما بأن التدبر في نهايات الآيات يفهمنا معاني الآيات ولربما أعطانا علما جديدا؟ يبدو ان مراحل تكون العلم عند الإنسان هي التالية :
ألف : مرحلة جمع الحوادث وربطها ببعضها والتعرف على علاقتها الثابتة ببعضها ، والحصول منها ـ بالتالي ـ على قانون عام يحكمها ، وهذا يحصل عن طريق التفكر ، لان التفكر ـ حسبما يبدو لي ـ هو تقليب المعلومات وخلطها واعادة فرزها جاء في المنجد (الفكر ج أفكار : تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني).
والآية الماضية ربطت الحوادث الظاهرة (هطول الأمطار ، واخضرار الأرض واختلاف الثمرات) ببعضها ، وجعلتها جميعا آية الخلق عن طريق التفكر ، فقال ربنا : «إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» لأنه بسبب تقليب المعلومات نحصل على انها آية الله.
باء : مرحلة تخزين التجارب والاستفادة منها في فهم الحوادث الجديدة ، ويبدو ان هذه العملية تسمى بالعقل ـ حسبما تدل عليه الكلمة ـ إذ أن أصل العقل مستوحى من العقال ، وهو الّذي يحفظ الناقة ، وجاء في الحديث :
«العقل حفظ التجارب»
وربطت هذه الآية بين العقل وبين التعرف على سر تسخير الطبيعة للبشر ، لان