ولا أحد ينكر اختلاف الناس في الكفاءة الطبيعية ، وان هذه الكفاءة لا تقبل التحول من صاحبها الى من هو دونه ، حتى يصبحوا جميعا سواء فيها.
إن نظام الكون قائم على التفاعل بين أجزائه ، وقد أمرت سنة الله في الناس ان يتعاون بعضهم مع بعض مثلما تتفاعل أجزاء الكون ، ولكي يتعاونوا احتاج بعضهم إلى البعض الآخر ، واختلفت كفاءاتهم ، ولو استغنى الناس عن بعضهم إذا لبقوا كالحيوانات يعيشون أفرادا ، ولم يتقدموا ولا خطوه واحدة في طريق الحضارة.
(أَفَبِنِعْمَةِ اللهِ يَجْحَدُونَ)
إن نعمة التفاضل الّتي تنتهي إلى التعاون والتقدم نعمة كبيرة ، لا بد من شكرها عن طريق رضا الناس بها وقبولها كواقع ، ثم انطلاق كل واحد من موقعه في سبل الخير والفضيلة.
نعمة الأزواج :
[٧٢] والى جانب نعمة التفاضل الطبيعي ، ونعمة الحاجة المتبادلة ، وبالتالي نعمة التعاون الذي فرض على البشر فرضا ، نجد نوعا آخر من الحاجة المتبادلة والّتي تؤدي إلى التعاون وهي الحاجة الى الزوج.
(وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً)
فلو لا الحاجة النفسية والفيسولوجية والاجتماعية القائمة بين الزوج والزوجة لما تم هذا التعاون العميق والواسع بين الزوجين.
إنها نعمة كبيرة أسبغها الله علينا ، إذ جعل لنا من أنفسنا أزواجا ، وكأنهن