[١٥٣] (قالُوا إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ)
اي أنه قد أصيب بسحر ، ويبدو ان هذا الكلام تهمة خفيفة بالجنون!
فأت بآية :
[١٥٤] (ما أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا)
أنت بشر مثلنا ، وصحيح ان الرسول بشر مثلهم إلّا أنّه يوحى إليه ، وقد كانوا يتصورون ـ كما فرعون وكفار قريش ـ أنّ الرسول يجب ان يكون متميّزا عليهم ، بأن يكون معه الملائكة ، أو يلبس الذهب ، أو يملك الخزائن ، أو أنهم من جنس آخر غير جنس البشر ، وإنما أرسل الله الرسل من جنس البشر لكي يكون الايمان به بحرية ، وعن يقين وعلم تاميّن ، فلو أرسل الله الرسل كما يتصورون إذا لانتفى أساسا الاختبار.
(فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
يؤمن بعض الناس بمجرد رؤية شواهد الرسالة ، كأن يؤمنون لأنّ رسلهم السابقين أشاروا الى هذا النبي ، بينما يؤمن بعضهم لما يراه من صفات الرّسل ، وهناك أناس لا يؤمنون الا بالمعجزة ، ويبدو أن قوم ثمود كانوا يعرفون رسولهم ، ولكنهم يفقدون الثقة به ، فهم يحتاجون الى دليل صارخ على صدقه.
[١٥٥] (قالَ هذِهِ ناقَةٌ لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)
أتى لهم صالح بمعجزة الناقة وفصيلها التي تشرب الماء يوما ، ويشربون الماء يوما ، وفي اليوم الذي تشرب فيه تدر عليهم اللبن.