والتحدي من صفات الأنبياء العظام (ع) ، إذ أنهم يتحدّون الانحرافات بقوة وصراحة ، ولا يخشون بطش مجتمعاتهم.
[١٦٩] (رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ)
تبرّأ إلى الله سبحانه من عملهم ، ورجاه بان لا يكونوا شركاء قومه في فواحشهم ، فهو يخاف على عائلته ان يصيبهم مثل ما أصاب قومه ، فلوط (ع) ذلك الأب الذي يحاول ان يجنب أهله الفساد ، ويحصنهم بالتربية ، وليس هو ممن يترك لأولاده الحرية المطلقة ، ويترك تربيتهم على أمثالهم أو على الناس.
[١٧٠ ـ ١٧١] (فَنَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ* إِلَّا عَجُوزاً فِي الْغابِرِينَ)
عند ما يأتي الضيوف للوط (ع) ـ وكان مضيافا ـ كانت امرأته تشعل النار على سطح بيته ليلا ، أو تنفخ الدخان نهارا ، لتعلم قومها بأن في بيتها ضيوفا ، فيهرع قومه الى بيته ، يطلبون الفاحشة من ضيوفه ، وكان لوط يستغل مثل هذه المناسبات ليعظ قومه من أجل ذلك كانت زوجته في الغابرين ، والغابر من الغبار المتخلف عن الكنس ، ونستوحي من هذا التعبير انها ألقيت في مزبلة التاريخ.
[١٧٢] (ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ)
التدمير هو الابادة التامة ، وكان تدمير الله لهم قويا ، بحيث إنه لم يترك حجرا على حجر ، وكانت قرى لوط سبعا.
[١٧٣] (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَساءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ)
ما هو هذا المطر؟