والهائمة الضالة التي تمشي على غير هدى ، ولعل الآية تدل على أنهم لا يملكون نهجا محددا في مسيرتهم.
[٢٢٦] ومن علاماتهم : أنهم يستعيضون الكلام عن العمل ، وأن قولهم غير مسئول.
(وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ)
ان دغدغة الأماني ، وإثارة الخيال ، وصنع الأحلام الوردية ، كل ذلك من طبيعة الثقافات المادية ، وعادة ما يكون أصحاب هذه الثقافات أقل الناس التزاما بما يقولون ، والسبب أن الكلام هو بديل عن العمل في تصورهم.
[٢٢٧] وفي الآيات الاخيرة من هذه السورة يبين ربنا صفات صاحب الرسالة حقا ، فيقول :
(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً)
ان صاحب الرسالة يتعرض لضغط التيّارات الثقافية ، والقوى الاجتماعية المختلفة ، وعليه أن يذكر الله كثيرا لكي لا تخور عزيمته ، ولا تشوش رؤيته ، بل يبقى نافذ البصيرة برغم الشبهات والدعايات ، وصامدا برغم همزات الشياطين ، وذكر الله حقّا هو ذكره في القلب عند ما يعرض عليه الحرام فيجتنبه ، والحلال فينتفع به.
يقول الامام أمير المؤمنين (ع):
«من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا. إنّ المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ، ولا يذكرونه في السر ، فقال الله عز وجل : (يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا