العذاب.
وان الرسول يلقّى القرآن من لدن حكيم عليم.
ويبدو ان هذين الاسمين الإلهيين يتجليان في آيات هذه السورة كما تجلّى اسما العزيز الرحيم في السورة السابقة «الشعراء».
وتلقي الآيات حزمة ضوء على قصة موسى : كيف تلقى الوحي ، حين آنس نارا ، فباركها الله ومن حولها ، وناداه : (إِنَّهُ أَنَا اللهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، وأعطاه معجزة العصى واليد البيضاء في تسع آيات ، وأمره بإبلاغ فرعون رسالات ربه.
فلما جحدوا بها ـ بعد ان استيقنتها أنفسهم ـ نبذهم في اليمّ.
وبعدئذ يفصل القول في قصة سليمان ، ويبدو ان هناك تقابلين فيها : اولا : بين فرعون أعظم ملك كافر ، وسليمان أكبر ملك عادل ، ثانيا : بين بلقيس الملكة العربية التي آمنت ، وثمود القرى العربية التي كفرت فدمرها الله شر تدمير.
ونقرأ في قصة سليمان عن تسخير الجن والطير ، وعن مملكة النمل التي شملها عدل سليمان ، وعن استخدام الهدهد والريح وسيلتين حضاريتين ، وأيضا الانتفاع بالاسم الأعظم في نقل عرش بلقيس لتكتمل صورة مملكة الحق في الأرض.
أما في قصة بلقيس فنقرأ استشارتها قومها ، واتخاذها القرار الحكيم ، الا أنّ حكمتها لم تجدها نفعا حين كفرت بالله ، وسجدت للشمس من دونه ، ولكنها بالتالي آمنت مع سليمان بالله رب العالمين.
أما في قصة ثمود فنقرأ قصة الصراع بين المستضعفين والمستكبرين ، وكيف أنّ الكفّار تطيّروا بصالح ومن معه من المؤمنين ، وكيف فسد ثمّة النظام القبائلي ،