وبدل ان يكونوا حماة الضعفاء تآمروا على نبيهم ، ومكروا ومكر الله ، ودمرهم أجمعين.
ويختم السياق قصص المرسلين بقصة قوم لوط الذين نهرهم نبيهم عن شذوذهم الجنسي ، فلما أرادوا ان يخرجوه ومن معه أمطر الله عليهم مطر السوء.
ويبدو أنّ السورة تضرب لنا في القسم الاول (١ ـ ٥٨) أمثلة عن النظم الاجتماعية الفاسدة التي لا بد ان تنزع عن فسادها (كما فعلت بلقيس) والا دمرت شر تدمير ، ويقارنها بمثال رائع من النظام الالهي في الأرض لا بد ان تتطلع اليه البشرية متمثلا في قصة سليمان وأما في القسم الثاني فان الآيات تذكرنا بالقرآن بعد ان تهدينا الى آيات ربنا في الخلق والتي تدل على ان الله واحد لا شريك له ، لا في أصل الخلق ولا تقديره وتدبيره.
الله هو الذي خلق السموات والأرض وأجرى فيهما أنظمة لحياة البشر ، وهو الذي يلجأ اليه المضطر فيجيبه ويكشف عنه السوء ، ويهدي الناس في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته.
ثم يذكّر بأنه عالم الغيب لا يعلمه الا هو ، وانه مالك يوم الدين حيث يقف دونه علم الآخرين.
ويمضي السياق قدما في التذكرة بالآخرة ، ويأمرهم بأن يسيروا في الأرض ليعتبروا بمصير المجرمين ، ولا يستعجلوا العذاب فعسى أن يكون قريبا منهم ، أما القرآن وخصائصه فهي التالية :
أولا : يحتوي على علم ما يغيب عن الناس.